محمدابراهيم شمخ صاحب الموقع
عدد المساهمات : 1838 نقاط : 5375 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 02/09/2011 العمر : 59 الموقع : دمياط
| موضوع: لمسات بلاغية من القرآن الكريم السبت 22 أكتوبر 2011, 8:00 am | |
| [center]
[size=25]لمسات بلاغية نماذج تطبيقية من القرآن الكريم (على الالتفات) في القرآن الكريم نماذج رائعة معجزة, على الالتفات, وكل نموذج منها جاء لغاية أو نكتة بلاغية وهدف بياني, وفيما يلي بعض هذه النماذج مع شيء من الإيضاح والتعليق قال تعالى: " وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون, ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون, أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضرلا تغن عني شفاعتهم شيئا, ولا ينقذون إني إذاً لفي ضلال مبين, إني آمنت بربكم فاسمعون .." جاء هذا الرجل ينصر المرسلين ويخاطب قومه, ويحثهم على اتباع المرسلين, الذين جاءوا بالهداية والإرشاد, فقال لهم: اتبعوا من لا يسألكم أجراً.. ثم قال: ومالي لا أعبد الذي فطرني, وكان الأصل أن يقول: وما لكم لا تعبدون الذي فطركم, لكنه التفت متحدثاً عن نفسه, وموجهاً السؤال لنفسه: وما لي لا أعبد الذي فطرني. كأنه يقول: إذا كنتُ مصدقاً بأن ما جاء به الرسل هو الحق, وهو الدعوة إلى عبادة الله الذي خلقني, فلماذا أتردد وأتأخر عن عبادته والدخول في دينه. وهو يريد أن يقول لقومه: إنني أدعوكم إلى ما أدعو نفسي إليه, وأختار لكم ما اخترته لنفسي, لا أريد أن أدعوكم إلى شيء وأنا عنه بعيد, بل أنا أول المسارعين إليه الداخلين فيه. ولا شك أن هذا الأسلوب أبلغ في الإقناع, وأكثر تأثيراً وجذباً للمدعوين. لأن اقتناع الناس وتأثرهم بالعمل أكثر من تأثرهم بالقول. ثم قال الرجل: "وإليه ترجعون" وكان السياق يقتضي أن يقول: " وإليه أرجع" لكن لما كان هؤلاء جميعاً مدركين أنهم سيموتون, فالموت لا يكابر فيه أحد, ولا يستطيع إنكاره بشر, فقد نزّلهم الرجل منزلة المعترفين بالبعث بعد الموت, والتفت إليهم قائلاً: وإليه ترجعون, لتكون هذه الكلمة تقريراً لعقيدة البعث, وإثباتاً لما جرت عادة الكفار أن ينكروه وهو اليوم الآخر. ثم قال: "أأتخذ من دونه آلهة؟" وهذا التفات آخر, مع استفهام إنكاري,كأنه يعيب على نفسه وينكر عليها اتخاذ آلهة من دون الله, ولم يوجه الخطاب إلى قومه, فهو يعرف أنهم يتخذون آلهة من دون الله, لكنه وجه الخطاب إلى نفسه على سبيل الإنكار والاستغراب(أأتخذ من دونه آلهةً؟) وهو في هذا يدعو قومه إلى رفض الآلهة من دون الله, والدخول في دين التوحيد الخالص. ثم بعد أن بين ضعف هذه الآلهة وعجزها عن دفع الضر, وضعفها عن إنقاذ المستجير بها, التفت إلى قومه معلناً إيمانه بربهم العظيم قائلاً لهم: (إني آمنت بربكم فاسمعون) وكان السياق يقتضي أن يقول: إني آمنتُ بربي, لكنه آثر أن يقول: بربكم, حتى يُشعرهم أن هذا الرب المستحق للعبادة هو ربهم -وكلمة الرب تدل على معنى التربية- فهو ربكم الذي رباكم بالنعم وأمدكم بها, فهو الجدير أن تعبدوه دون غيره. وأنا حين أومن بربكم فإنني أستحق منكم الشكر والعرفان لكوني آمنت بربكم وصدقت به, وأنتم من باب أولى أحق أن تؤمنوا به وتدعوا غيركم إلى الإيمان به. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
| |
|