الخطبة الأولى
الحمد
لله سبحانه ، أنعم على العباد بدينه القويم ودعوته ، ومن عليهم بشرعته
وصبغته ، وأكرمهم بتوضيح الطريق إلى مرضاته (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت
عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ـ المائدة :3.
وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،له دعوة الحق (ومن يبتغ غير الإسلام
دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) ـ آل عمران :85 ، لا إله
إلا هو وسبحانه يخرج الحي من الميت ، ويخرج الميت من الحي ، يسبح له الليل
إذا عسعس ، والصبح له إذا تنفس .
وأشهد
أن محمد عبد الله ورسوله ، قائد المجاهدين ، وإمام المتقين ، قضى دهره لله
عابدا ، وأفنى فيه مجاهدا ، فصلوات ربي وسلامه عليه ، وعلى آله وأصحابه
الأتقياء البررة ، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد :
مهما
يكن من شيء بعد ، فوصيتي لكم ونفسي بتقوى الله سبحانه ، فهي عماد ا لمؤمن
في الدنيا ، وأنيسه في قبره ، وسلوانه في وحشته ، ودليله في الأخرى يوم
يلقى الله سبحانه إلى جنات النعيم .
عباد الله :
إننا
لنعلم بالضرورة أنه لا يجوز للناس أن يتخذوا غير الله ربا أو حكما ، وأن
من فعل ذلك أو هم به فهو جاحد للحق خائن للنعمة ، وكذا من اتبع غير ما شرعه
الله ، أو حكم بغير ما أنزل الله ، إنما هو مهمل للتشريع الإلهي ،ومعتنق
للقوانين البشرية ، في عبث شائن وجاهلية منكرة ( أفغير الله أبتغي حكما
وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا)ـ الأنعام :114 .
إنها
لم تترك أحكام الله إلا ببواعث الهوى ، غير أنه منظم مزوق ، كأنه منطق
العقل الشديد ، وهدي المصلحة الزائفة ، التي لا تتصل بحنايا القلوب (الحق
من ربك فلا تكونن من الممترين ) ـ يونس :94 ، (إن الحكم إلا لله ) ـ يوسف :
40 ، (له الحكم وإليه ترجعون ) ـ القصص : 70.
إن
الشريعة الإسلامية ضمان للصالح العام ، وهي مبنية على الرحمة والعدل،
والخير الذي يأمر الله عباده به ـ وما يأمر إلا بخير ـ تعود غايته لإسعاد
الناس في عاجلهم وآجلهم ، والشر الذي نهاهم عنه ـ وما ينهى إلا عن شر ـ ليس
وقاية لهم ، من أي أذى قريب أو بعيد ، أو من سوء مغبة جلية أو خفية ، ولذا
سما الإسلام بالإنسان روحا وجسدا ، عقلا وقلبا ، لم يضع في عنقه غلا ، ولا
في رجله قيدا ، ولم يحرم عليه طيبا ، كما أنه لم يدعه كالكرة تتخطفها
مضارب اللاعبين ، فتتهادى في كل اتجاه ، بل خاطبه ربه خطابا صريحا (يا
أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم(*)الذي خلقك فسواك فعدلك (*) في أي صورة
ما شاء ركبك ) الانفطار :6ـ8، ( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا
فملاقيه )الانشقاق :6
ويقول
ابن القيم رحمه الله : اعلم أن الله سبحانه وتعالى اختص نوع الإنسان من
بين خلقه ، بأن كرمه وفضله وشرفه ، وأنزل إليه وعليه كتبه ، وأرسله ,أرسل
إليه ، فللإنسان شأن ليس لسائر المخلوقات .
ومن
ثم عباد الله ، فإن الناس في هذه القضية طرفان ، فالماديون التحرريون
قالوا : إن الإنسان يعيش لنفسه ومتاع الدنيا ، فإذا كان الأحمق منهم يعيش
ليأكل ، فإن ا لعاقل منهم يأكل ليعيش .
وأما
المؤمنون الموحدون فقالوا : إنما يعيش الإنسان لربه الأعلى ، ولحياته
الباقية الأخرى : (أفحسبتم أننا خلقناكم عبثا وأنكم إلينا ترجعون ) ـ
المؤمنون : 115 .
بيد
أن أهل الكفر ـ عباد الله ـ قد بذلوا غاية وسعهم في الدعوة إلى قضية كبرى ،
وراءها ما وراءها من الخطورة على الفكر ، والوعورة في المسلك ، ألا وهي ما
أسموها : " مبادئ حقوق الإنسان"، وجعل الحريات حسب مفهومهم العلماني ،
الرافض للفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها سببا يبيحون به تدمير
الأخلاق ، ويشبعون به فوضى الغرائز في ديارهم ، والبلاد التي تشبهها أو
تقتدي بها ، حتى تلتبس بلباس العلمانية ، المخيط من جراء التحرر من الدين ،
وتنحيته عن واقع الحياة .
وهم
يزعمون أنها مبادئ الحضارة والتقدم والرقي ، من خالفها وكابر فيها رموه
بأنه مخالف لمبادئ حقوق الإنسان ، وليست من الحق في ورد ولا صدر ، ولا هي
من بابته ، حيث إن حلوها مر ، وسهلها صعب ، ودماثتها دميمة.
ولقد
صدقوا ظنهم ، فاتبعتهم أغرار ولهازم ، من مفكرين وكتاب ، في العلوم
السياسية والاقتصادية والقانونية ، وعلم الاجتماع ، وأخذوا في الدعوة إلى
حقوق الإنسان على ما يريده الغرب ، ومن عامة الناس أشياع لهذه الدعوات
ولدات ، يتنكرون لأصول دينهم ، النضج والخروج من المأزق، وأن ما يأتي من
ديار الإسلام قديم بال ، حتى وقعت مواقع بين الطرفين ، وكان سلاحها من
أولئك ، قذائف الزندقة والكفر ، ومن أولاء دروع الاستكانة والتخاذل عن
القيام بالواجب .
هذه
المبادئ التي أرادوها تمثلت بشعار الحرية والمساواة والإخاء وبالله ، إلى
أي مدى بلغت هذه المبادئ من تضليل الشعوب ، بيد أن الجميع غير قادرين على
أن يصلوا إلى نقطة ارتكاز ينبثق منها هذا المبدأ المزعوم ، فماذا تعني
عندهم كلمة الحرية والمساواة والإخاء ، أهي في ا لفكر ؟ أم الاقتصاد ؟ أم
الصحافة ؟ أم الاجتماع ؟!.
وإذا سلمنا جدلا أنها تعني هذه المعايير كلها ، فمن الذي يحدد نسب هذه الحريات وحدودها ؟ أو السلطان ؟ أم الشعوب ؟ أم الشعار نفسه ؟.
الواقع
المشاهد عباد الله ، أن منشئي معاني هذه المبادئ لم يصلوا إلى تحديد
الوجهة ، ولازالوا يعانون من مشكلات هذه الطروحات ، والحق أن من كان خصب
الحدس واسعة ، علم أن هذا كله كان ألفاظا ورسوما لمقررات اليهود وحكمائهم ،
والتي قالوا فيها : " كان أول من اخترع الحرية والمساواة والإخاء التي أخذ
العميان يرددونها في كل مكان دون ترو ، بل إنها جلبت لنا أعوانا من جميع
أنحاء الدنيا " والحق عباد الله أنه مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا.
أيها المسلمون :
إن
الكثيرين يسمعون ويشاهدون في صحف العالم تارة ، وفي المنتديات المقنعة
تارات ، لغطا جهولا ، مصحوبا بقلم متعثر ، وفكر في كل واد منه شعبة ، حول
قسوة القيود ، التي جاء بها الشارع الحكيم ، ورميها بأحد العبارات المسفة ،
ودهماء الناس مشغولون بالجدل والحوار حول ما يثيرونه ، ويتوهمون أنها
مشكلات حقيقية ، لا بد لها من حلول ، فيقدون في التشريع ، ويهوشون في
الحدود ، ويفتحون ملف المرأة على أنها مهضومة الحق ، أسيرة الكبت ، لا حظ
لها في العب من الفوضى ، ولا قدم لها في المنتديات أو الدوائر المكشوفة ،
وأنها متى رغبت في أخذ حقها المزعوم ، أو التعبير عن رأيها الفاضح ، فليس
لها إلا أن تتسلل لواذا على تخوف لا يزيله إلا تقادم الأيام ومر الليالي.
ونظن
أن خطورة مثل هذه القضية قد تبدت خطوطها ، ولا يظن بالطبع أن ما بقي من
ألوانها ورسومها بمعجزنا أن نتخيله ، فمواقعها صنف من الناس يتمددون
بالحرية ، وينكمشون بالإسلام ، وكفاكم من شر سماعه، وتلكم شماله نعيذكم
بالله من غائلتها ، يشوشون حق المرأة ، ويطلبون إنصافها ، فطلبوا بذلك
زكاما ، في حين أنهم ما أحدثوا إلا جذاما ، وحللوا بزعم منهم عقدا ، وبالذي
وضعوه زادت العقد .
ولا
غرو أن يحصل هذا عباد الله ، إذا نطقت الرويبضة ، زولا جرم ألا يصل
العطاشى إلى ارتواء إذا استقت البحار من الركايا ، ومن يثني الأصاغر عن
مرادهم إذا جلس أكابرهم في ا لزوايا؟!.
إني
أسائلكم عباد الله : ما هذه الحرية التي يطبلون لها ويزمرون ، ويجعلون
الاعتداء عليها أو التطرق لنقدها كفرا بها وبالديمقراطية ، ما هذا كله ؟
أهي حرية في أن تخلع المرأة جلباب حيائها ، وتكشف من جسدها ما تريد؟أو هي
حرية الفسوق والعصيان اللذين كرههما الله إلى السلف الصالح (وكره إليكم
الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون(*)فضلا من الله ونعمة والله عليم
حكيم ) ـ الحجرات : 7ـ8.
إنهم
بين أمرين لا ثالث لهما : إما انهم يهرفون بما لا يفقهون ، وإما انهم
يتسترون بالألقاب والمسميات الخلابة ، من حرية وإخاء ، وفكاك من إصر وأغلال
، والله أعلم بما يوعون ، والمثل السائد:" تحت الرغوة اللبن الصريح "وإلا
فأي أمة تصنع هذا الصنيع ، وهي تريد أن تكون ممن يرد حوض نبنيها صلى الله
عليه وسلم ، أتريد أن تكون بدعا من الأمم ، تأخذ من كل أمة شر ما عندها ،
وتدعوا إلى أن تبدأ حياتها الاستقلالية بهذه الأخلاط من الشرور ، المركبة
تركيبا مزجيا يمنعها من الصرف والعدل ، إنه والله طريق الموت الحاضر لا
طريق الحياة .
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كل أمتي يدخل الجنة إلا من أبى " قالوا :
ومن يأبى يا رسول الله ؟ قال:" من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى
". رواه البخاري .
ولكن
من مبلغ عنا الرعاع من بني قومنا ، أن دعاة حقوق الإنسان وأبواقهم قد رأوا
الناس يدخلون في دين الله أفواجا ، وخافوا بذلك أن تفوتهم حظوظ من الدنيا ،
بانقطاع لذائذهم ، وانتشال علائقهم ، فتقدموا حاقدين ، ضامرين الغدر ناسين
أن الله سميع بصير ، وأنه خير حافظا وهو أرحم الراحمين ، كما أنه كتب على
نفسه أنه سيبلغ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار حتى لا يدع بيت مدر ولا
وبور إلا أدخله هذا الدين ، ولمثل هذا فليبك الباكي حسبكم ياليهود من هلاك
.
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :" والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من
هذه الأمة ؛ يهودي، ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان
من أصحاب النار " رواه مسلم .
ومن
هنا برزت لنا حقوق الإنسان على ما أراده الشارع الحكيم ، في مثل خطاب
النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : " إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم
عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا " وقد ترجم البخاري
في صحيحه بابا يقول: " ظهر المؤمن حمى إى من نحد أو حق "، وتفسير هذه
القاعدة يتمثل في أن حقوقه محمية إلا إذا ارتكب ما يوجب العقوبة عليه ،
كما أنها تعني ذلك : وجوب تطبيق الحدود ، والغيرة على حرمات الله، لقول
عائشة رضي الله عنها :" والله ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه
في شيء يؤتى إليه قط حتى تنتهك حرمات ا لله فينتقم لله " رواه البخاري .
ومن
معاني القاعدة أيضا : المساواة أمام العقوبات بين الشريف والوضيع ؛ لأن
الغاية هي المحافظة على حقوق الجميع ، عملا بقوله صلى الله عليه وسلم :"
إنما هلك من كان قبلكم أنهم كانوا يقيمون الحد على الوضيع ويتركونه على
الشريف ، والذي نفس محمد بيده لو فاطمة فعلت ذلك لقطعت يدها " رواه
البخاري.
كما
أن من معاني تلكم القاعدة العظمى : المحافظة على حقوق أهل الذمة ، وهم
الكفار الذين يدخلون في ذمة المسلمين ، فإن دخلوا تحت أحكامهم حفظوا لهم
حقوقهم ما داموا في ذمة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وأقاموا عليهم
الحدود ، فيما يعتقدون تحريمه ، كالزنا ونحوه ، فعن البراء بن عازب رضي
الله عنه قال : مر على يهودي محمما مجلودا ، فدعاهم النبي صلى الله عليه
وسلم فقال: " هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم " قالوا: نعم ، فدعا رجلا من
علمائهم فقال :" أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى ، أهكذا تجدون حد
الزاني في كتابكم ؟" قال : لا ، ولولا أنك شدتني بهذا لم أخبرك ، نجده
الرجم ، ولكنه كثر في أشرافنا فقلنا : إذا أخذنا الشريف تركناه وإذا أخذنا ا
لضعيف أقمنا عليه الحد، قلنا : تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف
والوضيع ، فجعلناه التحميم والجلد مكان الرجم ، وقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم :" اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه "، فأمر به فرجم ، رواه
البخاري ، فأنزل الله : (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر
...) ـ المائدة :41.
بارك
الله لي ولكم في القرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر
الحكيم ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين ،
فاستغفروه ، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد
لله حمدا كثيرا طيبا كما أمر ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
إرغاما لم جحد وكفر ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله ، سيد البشر الشافع
المشفع في المحشر ، صلى الله عليه وعلى آله السادة الغرر .
أما بعد :
فإننا
عباد الله من هذا المقام ، لنذكر المصلحين من أمتنا ، بوجوب الدفاع عن
الشريعة الإسلامية ، من منطلق عقدي صحيح ، وبيان مقاصد الشريعة في حدودها،
وما تنطوي عليه من حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال ، كل حسب طاقته
ووسعه ، مع كشف الجوانب المظلمة ، التي تضمنتها مبادئ حقوق الإنسان ، والرد
على من أسموا أنفسهم بالمفكرين أو المتنورين ، الذين انخدعوا بتلك
الشعارات ، وخدعوا الأمة الإسلامية بها ، وما طرحنا لهذه القضية ، إلا
كنفثة مصدور ، ولا بد للمصدور أن ينفث .
والمشاهد
عباد الله أن الكأس تفيض عند امتلائها ، كما أنه ينبغي التنبه إلى امر مهم
، قد يخفى على البعض منا ، وهو أن مستلزمات الأخذ بمبادئ حقوق الإنسان هو
الجلوس على موائد أهل الكفر المستديرة في ندواتهم ومقرراتهم ، والتي مفادها
هدم ركن ركين ، وأصل أصيل من أصول الإسلام ، ألا وهو ركن الولاء والبراء ،
أعني الولاء للمؤمنين والبراء من الكافرين، الذي هو من لوازم كلمة التوحيد
: " لا إله إلا الله محمد رسول الله" وذلك اللازم المؤكد في مثل قوله
تعالى : ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ) ـ آل عمران
:28، وفي مثل قولو المصطفى صلى الله عليه وسلم لجرير بن عبد الله البجلي
لما بايعه على الإسلام حين قال له : " أن تنصح لكل مسلم ، وتبرأ من الكافر "
رواه أحمد .
قال
شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ، العالم المجدد لما اندرس من معالم
الإسلام في القرن الثاني عشر :" فأما صفة الكفر بالطاغوت : فأن تعتقد بطلان
عبادة غير الله ، وتتركها وتبغضها ، وتكفر أهلها ، وتعاديهم ".
وذكر
رحمه الله من نواقص الإسلام :" من لم يكفر المشركين ، أو يشك في كفرهم ،
أو يصحح مذهبهم كفر " . وقال رحمه الله : " ومظاهرة المشركين ومعاونتهم على
المسلمين كفكر ، والدليل قوله تعالى : (ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله
لا يهدي القوم الظالمين ) ـ المائدة :51 .
اللهم
صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، وبارك
على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين
إنك حميد مجيد